قمة المحبة والوفاء والعفو
-------------------------------------------------- ------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
صلى الله عليه وسلم
(ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) (آل عمران : 104)
جيل لن يتكرر
أتى شابان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في المجلس وهما يقودان رجلا من البادية فأوقفوه أمامه
قال عمر : ما هذا
قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أبانا
قال : أباهم أقتلت قال :؟ قتلته نعم
قال : قتلته كيف؟
قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته ، ينزجر فلم ، فأرسلت حجرا عليه ، وقع على رأسه فمات...
قال عمر : القصاص.... الإعدام.. قرار لم يكتب... وحكم سديد لا
يحتاج مناقشة ، لم يسأل عمر عن أسرة الرجل هذا ، هل هو من شريفة قبيلة؟ هل هو من أسرة قوية؟ ما مركزه في المجتمع؟ كل هذا لا يهم عمر -- رضي الله عنه -- لأنه لا يحابي أحدا في دين الله ، ولا يجامل أحدا على حساب شرع الله ، ولو كان القاتل ابنه ، لاقتص منه..
قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض أن تتركني ليلة ، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي البادية في ، فأخبرهم بأنك تقتلني سوف ، ثم إليك أعود ، والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا
قال عمر : من يكفلك
أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إلي؟
فسكت الناس جميعا ، إنهم لا اسمه يعرفون ، خيمته ولا ، ولا داره ولا قبيلته منزله ولا ، يكفلونه فكيف ، وهي كفالة ليست على دنانير عشرة ، ولا أرض على ، ولا ناقة على ، إنها كفالة على الرقبة أن بالسيف تقطع..
ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله؟ ومن يشفع عنده؟ ومن يمكن أن يفكر في وساطة لديه؟ فسكت الصحابة ، متأثر وعمر ، لأنه وقع حيرة في ، هل يقدم فيقتل الرجل هذا ، وأطفاله يموتون جوعا هناك أو يتركه فيذهب كفالة بلا ، فيضيع المقتول دم ، الناس وسكت ، ونكس رأسه عمر ، والتفت إلى الشابين : عنه أتعفوان؟
قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد أن يقتل يا أمير المؤمنين..
قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس؟!
فقام أبو ذر الغفاري بشيبته
وزهده ، وصدقه ، وقال : يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله
قال عمر : قتل هو ، قال : ولو قاتلا كان!
قال : أتعرفه؟
قال : ما أعرفه ، قال : كيف تكفله؟
قال : رأيت فيه سمات المؤمنين ، فعلمت أنه يكذب لا ، وسيأتي إن شاء الله
قال عمر : يا ذر أبا ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك!
قال : الله المستعان يا أمير
المؤمنين...
فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ليال ثلاث ، يهيئ نفسه فيها ، ويودع وأهله أطفاله ، وينظر في بعده أمرهم ، يأتي ثم ، ليقتص منه لأنه قتل....
وبعد ثلاث ليال لم ينس عمر الموعد ، يعد عدا الأيام ، وفي العصر نادى في المدينة : جامعة الصلاة ، الشابان فجاء ، الناس واجتمع ، وأتى أبو ذر وجلس عمر أمام ، قال عمر : الرجل أين؟ قال : ما أدري يا المؤمنين أمير!
وتلفت أبو ذر إلى الشمس ، وكأنها تمر سريعة على عادتها غير ، وسكت واجمين الصحابة ، عليهم من التأثر مالا يعلمه الله إلا.
صحيح أن أبا ذر يسكن في قلب عمر ، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد لكن شريعة هذه ، لكن منهج هذا ، لكن هذه ربانية أحكام ، لا يلعب بها اللاعبون ولا تدخل في الأدراج صلاحيتها لتناقش ، ولا تنفذ في ظروف دون ظروف وعلى أناس دون أناس ، وفي مكان دون مكان...
وقبل الغروب بلحظات ، وإذا يأتي بالرجل ، عمر فكبر ، وكبر المسلمون معه
فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك وما عرفنا مكانك!
قال : يا أمير المؤمنين ، والله ما علي منك ولكن علي من الذي يعلم السر وأخفى! ها أنا يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي كفراخ الطير لا ماء ولا شجر في البادية ، وجئت لأقتل..
وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس
فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟
فقال أبو ذر :
خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس
فوقف عمر وقال للشابين : تريان ماذا؟
قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه..
وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس!
قال عمر : أكبر الله ، ودموعه تسيل لحيته على..... جزاكما الله خيرا أيها الشابان على عفوكما ، وجزاك الله خيرا يا أبا ذر يوم فرجت عن هذا كربته الرجل ، وجزاك الله خيرا أيها الرجل لصدقك ووفائك... وجزاك الله خيرا يا أمير المؤمنين لعدلك و رحمتك....
-------------------------------------------------- ------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
صلى الله عليه وسلم
(ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) (آل عمران : 104)
جيل لن يتكرر
أتى شابان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في المجلس وهما يقودان رجلا من البادية فأوقفوه أمامه
قال عمر : ما هذا
قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أبانا
قال : أباهم أقتلت قال :؟ قتلته نعم
قال : قتلته كيف؟
قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته ، ينزجر فلم ، فأرسلت حجرا عليه ، وقع على رأسه فمات...
قال عمر : القصاص.... الإعدام.. قرار لم يكتب... وحكم سديد لا
يحتاج مناقشة ، لم يسأل عمر عن أسرة الرجل هذا ، هل هو من شريفة قبيلة؟ هل هو من أسرة قوية؟ ما مركزه في المجتمع؟ كل هذا لا يهم عمر -- رضي الله عنه -- لأنه لا يحابي أحدا في دين الله ، ولا يجامل أحدا على حساب شرع الله ، ولو كان القاتل ابنه ، لاقتص منه..
قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض أن تتركني ليلة ، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي البادية في ، فأخبرهم بأنك تقتلني سوف ، ثم إليك أعود ، والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا
قال عمر : من يكفلك
أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إلي؟
فسكت الناس جميعا ، إنهم لا اسمه يعرفون ، خيمته ولا ، ولا داره ولا قبيلته منزله ولا ، يكفلونه فكيف ، وهي كفالة ليست على دنانير عشرة ، ولا أرض على ، ولا ناقة على ، إنها كفالة على الرقبة أن بالسيف تقطع..
ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله؟ ومن يشفع عنده؟ ومن يمكن أن يفكر في وساطة لديه؟ فسكت الصحابة ، متأثر وعمر ، لأنه وقع حيرة في ، هل يقدم فيقتل الرجل هذا ، وأطفاله يموتون جوعا هناك أو يتركه فيذهب كفالة بلا ، فيضيع المقتول دم ، الناس وسكت ، ونكس رأسه عمر ، والتفت إلى الشابين : عنه أتعفوان؟
قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد أن يقتل يا أمير المؤمنين..
قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس؟!
فقام أبو ذر الغفاري بشيبته
وزهده ، وصدقه ، وقال : يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله
قال عمر : قتل هو ، قال : ولو قاتلا كان!
قال : أتعرفه؟
قال : ما أعرفه ، قال : كيف تكفله؟
قال : رأيت فيه سمات المؤمنين ، فعلمت أنه يكذب لا ، وسيأتي إن شاء الله
قال عمر : يا ذر أبا ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك!
قال : الله المستعان يا أمير
المؤمنين...
فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ليال ثلاث ، يهيئ نفسه فيها ، ويودع وأهله أطفاله ، وينظر في بعده أمرهم ، يأتي ثم ، ليقتص منه لأنه قتل....
وبعد ثلاث ليال لم ينس عمر الموعد ، يعد عدا الأيام ، وفي العصر نادى في المدينة : جامعة الصلاة ، الشابان فجاء ، الناس واجتمع ، وأتى أبو ذر وجلس عمر أمام ، قال عمر : الرجل أين؟ قال : ما أدري يا المؤمنين أمير!
وتلفت أبو ذر إلى الشمس ، وكأنها تمر سريعة على عادتها غير ، وسكت واجمين الصحابة ، عليهم من التأثر مالا يعلمه الله إلا.
صحيح أن أبا ذر يسكن في قلب عمر ، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد لكن شريعة هذه ، لكن منهج هذا ، لكن هذه ربانية أحكام ، لا يلعب بها اللاعبون ولا تدخل في الأدراج صلاحيتها لتناقش ، ولا تنفذ في ظروف دون ظروف وعلى أناس دون أناس ، وفي مكان دون مكان...
وقبل الغروب بلحظات ، وإذا يأتي بالرجل ، عمر فكبر ، وكبر المسلمون معه
فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك وما عرفنا مكانك!
قال : يا أمير المؤمنين ، والله ما علي منك ولكن علي من الذي يعلم السر وأخفى! ها أنا يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي كفراخ الطير لا ماء ولا شجر في البادية ، وجئت لأقتل..
وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس
فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟
فقال أبو ذر :
خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس
فوقف عمر وقال للشابين : تريان ماذا؟
قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه..
وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس!
قال عمر : أكبر الله ، ودموعه تسيل لحيته على..... جزاكما الله خيرا أيها الشابان على عفوكما ، وجزاك الله خيرا يا أبا ذر يوم فرجت عن هذا كربته الرجل ، وجزاك الله خيرا أيها الرجل لصدقك ووفائك... وجزاك الله خيرا يا أمير المؤمنين لعدلك و رحمتك....